Translate

الخميس، 31 مايو 2012

+ أسلم منهج في العلوم

بقلم حنافي جواد

أسلم منهج في العلوم

(منهج المصلحة العاجلة والآجلة)

      إن المتتبع لميسرة العلوم في أيامنا وقبل أيامنا يجدها في مسار غير صحيح. يجدها مفضية بالبشرية والكون بأسره إلى الهاوية؛ بكل ما تحمل كلمة الهاوية من دلالات مادية ومعنوية. فالوضع الحالي لا بشر بخير، ينذر بشر كبير، ونذارته لا تخفى على من ينظر إلى الحياة ببصر عقل قلبه. وأقدم لك مثالا واحدا مقتضبا: التلوث وأخطاره...

 السبب هو المنهج العلمي الذي تنطلق منه العلوم، إنها الفلسفة المادية التجريبية القاتلة. إنه المنهج المصلحي الجامد، الذي يقصي الموجودات من حقها في الوجود حقيقة ومجازا. إنها أنانية مفرطة، لا تتعدى مصالحها الآنية زمرة قليلة من البشر. ولا يحق أن نسمي ذلك مصلحة لأن المصلحة ما عم نفعها العباد والدواب والجمادات في الآجل والعاجل.

 إن المنهج العلمي لا يكون صالحا حقيقة إلا إذا أخذ بعين الاعتبار مسألة شمول الصلاح. والشمولية التي أقصدها، ويفهمها أهل العقل والقلب ليس شمولية عنصرية، بل شمولية كونية. يحصل منها التقدم لكن ليس على حساب الطبيعة ومواردها، والبشرية وسعادتهم.


إنني لا أخشى أن أقول إن المنهج العلمي والعلم عموما أخذ من الرشوة ما لا يقدر ليخدم أنانية بعض البشر، فأهلك الكثرة الكاثرة، ولم يسلم غيرهم ممن ظنوا أن الخطر لن يشملهم، بل بعضهم يعي فعلا بعين الخطر، لكنه معمى العينين وقلب العقل. فهكذا تفعل المتعة اللحظية، وهكذا ينساق البشر إلى الهاوية من حيث يدرون ولا يدرون.

      يزعم بعض الحمقى أن العلم/ العقل/ المنهج لا دين له. سندهم في ذلك كلام قاله ديكارت كلكم يعرفه: العقل قسمة عادلة بين الناس كافة. وقد سبق أن بينت هذا في سياق آخر، فخذ ملخصه: إن العقل الذي تحدث عنه ديكارت العقل الهيكل، قبل أن تدخل الثقافات. وقوارب الأفكار تسبح فوق بحر الهوى المتلاطم. فإذ لم يُوجَّه الهوى غرقت قوارب الأفكار وضاع العلم وانشر الشر.

 الإنسان موصل بامتياز، يوصل الخير والشر، فمن تواصل مع الخير وأهله أوصل الخير، ومن تواصل مع الشر وأهله أوصل الشر، وانتقلت شحنات سالبة شريرة لتخامره كله، وتترسب في خلاياه، فتتسرب إلى ما ينتج...
  إنني أعتقد يقينا أن نور الخير مبثوث في البشر كلهم في مؤمنهم وكافرهم عالمهم وجاهلهم. لكن الحق الكامن لا يفلح في الظهور الكامل، لأسباب على رأسها الشيطان[1]، والهوى[2]، والثقافة الفاسدة، وسلطة المجتمع.

     مما يدعم حقيقة المنهج العلمي الذين ندعو إليه " منهج المصلحة الآجلة والعاجلة " ما يلي:
* لقد فشلت العلوم في التعامل مع إنسانية الإنسان من نواح متعددة:
ü  لم يجدِ العقاب للردع  نفعا.
ü  لم تجدِ الرقابة الخارجية.
ü  شيأت العلوم البشرية، فعاملتهم باعتبارهم أرقاما.


* لقد فشلت العلوم في التعامل مع الكون والوجود من نواح كثيرة: 
ü  خربتِ الكون.
ü  استنزفت طاقاته.
ü  أفسدت نظامه وتوازنه.


[1]  إذا أردت أن ترى الشيطان بعين عقلك وقلبك أقبل على فعل الخير ولاحظ ما يخامرك عند أول الإقدام؛ فكر في الإنفاق في أجه الخير وسجل تحركات قلب عقلك، سجل الوساوس وما يوحي به إليك من فرضيات واقتراحات!!
[2]  سأوافيك بحديث الهوى بعد قليل فلا تعجل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق