المقاربة
بالكفايات
حنافي جواد
حنافي جواد
تعتبر المقاربة بالكفايات مقاربة فعالة في كل ميادين الإنتاج، وقد دخلت
المؤسسات التعليمية على أساس أن المؤسسات التعليمية ورشات عمل كالمقاولة تماما،
علما أن المجال الأرحب الذي تبلورت فيه الكفايات في الوقت الحاضر هو مجال المقاولة
الصناعية. وتعتبر المقاربة بالكفايات مدخلا مهما لإصلاح ميدان التربية والتعليم.
ومن دواعي اختيار المقاربة بالكفايات:
1- دواع فلسفية
وسياسية
2- دواع
علمية-بيداغوجية
الدواعي
الفلسفية-السياسية
يقصد بها الأسس التي نص عليها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والذي
يعتبر المرجع الأساسي في الإصلاح الجديد.
وقد أكد الميثاق على إنجاح المتعلم في الحياة، وتأهيله للتوافق مع محيطه،
وذلك في كل فترات ومراحل تربيته وتكوينه... ويتحقق ذلك من خلال المقاربة
بالكفايات.
الدواعي العلمية - البيداغوجية
- الانتقادات الموجهة
إلى بيداغوجية الأهداف
- الارتقاء بالمتعلم
- جعل المتعلم في صلب التعلم.
- توفير فضاء للتعلم الذاتي
- إفساح الفضاء المدرسي وجعله يشجع على التعلم
الذاتي.
- ربط التعلم باهتمام التلاميذ وجعله قريبا منهم
فيشدون إليه.
- تيسير النجاح في توظيف التعلمات لحل المشكلات،
وذلك بفضل ما تحققه من كفايات عبر مختلف المواد الدراسية و الوحدات التعليمية.
- إعطاء التعلمات المكتسبة في فضاء المدرسة دلالات
حقيقية.
- الحرص على اعتبار التكامل بين مختلف المواد والوحدات
الدراسية في بناء الكفايات.
- ربط أنشطة التعلمات بحاجات المتعلم، وجعل بيئته
مصدرا لها.
- انتقاء التعلمات: ويقصد بذلك الاقتصار في
التعلمات على ما يعتبر أساسا لمتابعة أطوار التربية والتكوين.
- الإدماج : وهو إقدار المتعلم على توظيف عدة
تعلمات سابقة منفصلة في بناء جديد متكامل وذي معنى، وغالبا ما يتم هذا التعلم
الجديد نتيجة التقاطعات التي تحدث بين مختلف المواد والوحدات الدراسية.
- أحقية المتعلم في الخطأ، والمراد به ألا يعتبر
الخطأ في إنجاز المتعلم عملا سلبيا، بل يكون منطلقا للبيداغوجيا العلاجية التي
توظف الخطأ، إيجابيا، وتعتبره دليلا وأداة كشف عن آليات التفكير عند المتعلم،
وهكذا يتم ضبط الخطأ وتحديد مصدره، ثم علاجه بوعي وتبصر من لدن المتعلم.
- إن بناء تعلمات من هذا القبيل يفترض الإلمام بمفهوم "الكفاية"
من جهة و"المقاربة بالكفايات" كاستراتيجية من جهة ثانية، وهذا ما سنحاول
توضيحه في الصفحات اللاحقة.
تعريف الكفاية:
- " نظام من المعارف المفاهيمية الذهنية والمهارية التي تنظم في
خطاطات إجرائية تمكن في إطار وضعيات من التعرف على المهمة الإشكالية وحلها
بنشاط وفعالية ".
- " الكفاية تتضمن مجموعة مدمجة من المهارات للمجالات المعرفية والسوسيو
– وجدانية والسيكو حركية ".
- " مهارة مكتسبة عن طريق استيعاب معارف ملائمة وعن طريق الخبرة
والتجربة والتي تسمح بتحديد المشكلات الخاصة وحلها ".
" الكفاية هي التمكن من أداء عمل مركب، يعتمد استحضار مجموعة من
الطاقات وتوظيفها بفعالية".
"الكفاية منظومة
مدمجة من المعارف المفاهيمية والمنهجية والعلمية التي تعتمد بنجاح، في حل مشكلة
قائمة. "
"الكفاية هدف ختامي مدمج أي أنها النتيجة
المتوقعة في نهاية مرحلة تعليمية، ومثل ذلك الهدف الختامي المدمج لكافة التعلمات
في مستوى دراسي معين أو مرحلة تعليمية محددة، أي مجموع القدرات التي اكتسبها
المتعلم بنجاح، والتي يمكنه توظيفها مدمجة لحل مشكلات قد
تعرض لـه مستقبلا خاصة تلك الوضعيات الشبيهة بالوضعيات التي تمرس عليها في
برنامج دراسي محدد ".
ترابط
الكفاية بمفاهيم أخرى.
1- المهارة:
يقصد بالمهارة، التمكن من أداء مهمة محددة بشكل دقيق يتسم بالتناسق
والنجاعة والثبات النسبي، ولذلك يتم الحديث عن التمهير، أي إعداد الفرد لأداء مهام
تتسم بدقة متناهية.
أما الكفاية فهي مجموعة مدمجة من المهارات.
أنواع المهارات:
* مهارات التقليد والمحاكاة.
* مهارات الإتقان والدقة.
2- القدرة:
يفيد لفظ القدرة عدة معان منها:
ا)- التمكن.
ب)- الاستعداد
ج)- الأهلية للفعل...
3- الأداء أو الإنجاز:
ويقصد به إنجاز مهام في شكل أنشطة أو سلوكات آنية ومحددة وقابلة للملاحظة
والقياس، وعلى مستوى عال من الدقة والوضوح.
أنواع الكفايات
1- الكفايات النوعية:
وهي الكفايات المرتبطة بمادة دراسية معينة
أو مجال نوعي
أو مهني معين.
2-
الكفايات المستعرضة:
وتسمى أيضا
الكفايات الممتدة، ويقصد بها الكفايات العامة التي لا
ترتبط بمجال محددة أو مادة دراسية معينة.
3- الكفايات القاعدية:
وتسمى أيضا بالكفايات الأساسية أو الجوهرية
أو الدنيا، وتشكل الأسس الضرورية التي لا بد من
اعتبارها في بناء تعلمات لاحقة والتي لا يحدث التعلم في غيابها.
4- كفايات الإتقان:
وهي الكفايات التي
لا تنبني عليها – بالضرورة - تعلمات أخرى. ورغم ذلك فالإتقان ضروري في العملية التعليمة التعلمية بل وفي كل القطاعات
والمجالات.
أهمية المقاربة بالكفايات.
تمتاز المقاربة
بالكفايات بما يلي:
- وظيفية التعلمات:
معارف ومهارات عملية يوظفها في حياته اليومية.
- فعالية
التعلمات: التعلم بأسلوب فعال بحيث يعتبر فيه المتعلم محورا وعنصرا مركزيا.
-
البناء والتأسيس: ويتجلى ذلك في الربط والتوظيف وحسن الاستثمار ومراعاة
الاندماجات الامتدادية بين الدروس والمواد والحياة اليومية.
-
اعتماد وضعيات تعليمية تعلمية تحاكي وضعيات الحياة والمشاكل اليومية.
-
القابلية للتقويم: على خلاف القدرة فإن
الكفاية قابلة للتقويم أي قياس أثر التعلمات من خلال معايير دقيقة كجودة الإنجاز
ومدته.
استراتيجية بناء وتنمية الكفايات.
- استحضار قدرات ومحتويات سبق اكتسابها (التعلمات
السابقة).
-
تحديد مجموعة من الوضعيات المترابطة التي ستمارس فيها الكفايات لأن
استحضار التعلمات السابقة لا يعمل على بناء الكفاية ما لم يوظف في إطار وضعية
تعلمية تعلمية.
- العمل على تنظيم
القدرات والمحتويات التي تم استحضارها في صورة تعلمية.
-
تنظيم هذه الأهداف فيما بينها ضمن وضعية من بين الوضعيات التي سبق تحديدها.
الوضعيات
التعليمة التعلمية
تعتبر الوضعية-المشكلة، في إطار المقاربة بالكفايات،
عنصرا مركزيا. وتمثل المجال الملائم الذي تنجز فيه الأنشطة التعلمية التعلمية المتعلقة
بالكفاية. وتحيل الوضعية إلى الذات في
علاقتها بسياق معين أو بحدث. وتقتضي المشكلة استثمار معلومات أو إنجاز مهمة أو
تخطي حاجز، لتلبية حاجة ذاتية عبر مسار غير بديهي. وتؤدي كذلك إلى خلخلة البنية
المعرفية للمتعلم، وتساهم في إعادة بناء التعلم.
التعامل مع الوضعيات التعليمية التعلمية؛
بشتى أنواعها؛ يكسب المتعلم القدرة على التعامل مع مشكلات الواقع وهموم
الحياة.
وظائف الوضعية المشكلة:
- وظيفة ديداكتيكية
تعليمية: ويتعلق الأمر هنا بالوضعيات التعليمية التعلمية.
- وظيفة تعلم الإدماج: يدمج
ويستنفر المتعلم تعلماته وموارده لحل الوضعية.
- وظيفة تقويمية: لتقويم
المكتسبات/ التعلمات / الموارد...والوقوف على نسبة تحقق الكفاية.
شروط صياغة
الوضعية التعلمية التعلمية
v صياغة الوضعية بوضوح.
v ارتباطها بما هو ملموس.
v تغليب الطابع الإشكالي عليها.
v الحرص على جعل الوضعية تلامس واقع التلميذ.
v الحرص على عدم تسهيل الوضعية لدرجة الابتذال حتى يدرك المتعلم أنه يواجه
مشكلة.
خاصيات الوضعية التعلمية.
v تحمل المتعلم على استحضار التعلمات السابقة قصد توظيفها وتفعيلها.
v تضعه أمام تحد شبيه بمشاكل الحياة.
v تحثه على العمل والفعالية والمشاركة.
v تجعله يقارن بين المكتسبات السابقة ليصطفي الأصلح لحل الوضعية المشكلة.
v تساعده على تجاوز الحدود الفاصلة بين مختلف المواد و الوحدات الدراسية.
v تمكنه من طرح السؤال والتفكير في الجواب.
v يجهل المتعلم الإجابة عن الموقف المشكل.
v يشعر المتعلم بحافز للبحث والتقصي قصد التوصل لحل المشكلة.
أهداف
الوضعية المشكلة
v خلق الثقة بالذات.
v تنمية روح المبادرة وتحمل المسؤولية.
v بناء المتعلم لمعارفه باعتبارها نابعة من ذاتيته.
v يتعلم المتعلم كيف يتعلم ذاتيا وذلك لمجابهة المشاكل
التي تصادفه.
v تطوير المتعلم لمعرفته وتنميتها.


خصائص الوضعية – المشكلة حسب =De ketéle
الإدماج الإنتاج اللاديداكتيكية
v
الإدماج: الوضعية
– المشكلة، وضعية معقدة تشتمل على أهم المعلومات الواضحة والأخرى المشوشة
خاصة تلك التي يقصد بها التلاعب بتعلمات المتعلم وتقتضي هذه الوضعية تعبئة وتجنيد الموارد المعرفية والحسية الحركية
والاجتماعية العاطفية... إضافة إلى المكتسبات السابقة للمتعلم قصد حل وضعية مشكلة.
v الإنتاج: بحيث يعتبر المتعلم منتجا فاعلا مشاركا ومنتجا وعضوا
مهما في العقد الديداكتيكي. وليس متلقيا للمعارف مستقبلا للشروحات والتوضيحات.
v اللاديداكتيكية: لفظ وضعية مشكلة ليس
مرادفا للفظ وضعية ديداكتيكية.
الوضعية المشكلة
وليدة فعل المتعلم ذاته، في الوقت الذي تعتبر
الوضعية الديداكتيكية وضعية مقدمة من طرف المدرس.
مكونات الوضعية – المشكل حسب De Ketèle
1)
الدعامات.
2)
المهمة.
3)
الإرشادات.
1)
الدعامات:
يقصد بها مجموع العناصر المادية التي يتم تقديمها للمتعلم.
2)
المهمة: وهي المطلوب.
3) الإرشادات: مجموعة من الإرشادات المتضمنة لقواعد العمل والتي
تقدم للمتعلم قصد القيام بعمله.
أنواع المشكلات:
1- مشكلات تلقائية واقعية تعترض التلميذ في
حياته.
2- مشكلات مبنية: من إنتاج المدرس هدفها ربط
التلميذ بوقائع أشبه ما تكون بوقائع الحياة اليومية. بحيث ينتقل من الوضعية
الديداكتيكية إلى الوضعية غير الديداكتيكية.
الأنشطة المدمجة
يقصد بالنشاط المدمج كل نشاط يحمل المتعلم على استحضار مكتسبات سابقة نتيجة لتعلمات منفصلة لتوظيفها في
بناء تعلمات جديدة.
ويمتاز النشاط المدمج بأربع مميزات هي:
v
فاعلية المتعلم.
v الدافعية.
v الوظيفية.
v الواقعية.
والنجاح في أي نشاط مدمج يتطلب توفر
شروط هي:
v الإحاطة بالكفاية المطلوب تحققها.
v معرفة التعلمات التي يراد إدماجها.
v اختيار الوضعية المدمجة المناسبة.
v تحديد أنشطة التلميذ وممارسات الأستاذ بوضوح
تام.
v اقتراح عدة بيداغوجية فعالة ومناسبة.
v إرفاق النشاط المدمج بإرشادات موضحة لما يطلب إنجازه.
v تحديد أنشطة تقويمية.
v تقديم التغذية الراجعة في الوقت المناسب وبالشكل الملائم.
ويقتصر دور الأستاذ في هذا
الإطار على المساهمة في:
v توضيح الإشكالات المرتبطة بالوضعية.
v التسهيل والربط بين الفقرات.
v تنظيم وتنشيط عمل المجموعات.
v وضع معايير تقبل الحلول المقترحة.
v وضع خطط للبحث عن الحلول.
v حث المتعلمين على المثابرة والبحث.
v استنتاج الخلاصات.
v طرح تساؤلات جديدة انطلاقا من الحلول المقترحة.
v الدعم الفوري والمؤجل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق