بقلم حنافي جواد
العقولُ العاداتي والعاداتُ العقولية
الإنسان في حقيقته جملة من العادات، وهي متنوعة، منها:
1. ما يوافق الطبيعة البشرية، فتجد المرء نزاعاً إليها جبلة، وهي العادات القديمة / الأصلية/الأولى، (كالنكاح- والراحة...)
2. ما لا يوافق الطبيعة البشرية، فتتطلب ممارستها جهدا وكدا وتحد، (كطلب العلم – والعمل ...)
والطبيعة البشرية في قحِّها عادات قديمة / أصلية ترسبت مع الأزمان، فأصبحت من المكونات الأساسية للذات البشرية.
اعلم- أيها الإنسان- أن عقلك عادات تعلمتها من المحيط، فمنكم من طورها، ومنكم من أبقاها على حالها.
وقد قيل: من شب على شيء شاب عليه،
وقيل كذلك:التربية في الصغر كالنقش على الحجر.
التكرار من الآليات المهمة في التعلم والعقل؛ إن المسائل التي نكررِّها ونتداولها تبقي راسخة في الذهن زمناً طويلا. فما تحويه أذهاننا؛ بل كياناتنا؛ في صلبه مسائل مكررة؛ بما في ذلك اللغة التي نستعملها والعبارات التي نتداولها.
من التكرار تكرار فعال غير فعال:
الفعال ما كان منضبطا لأسس علمية؛ مؤسس على الفهم الدقيق للمسائل والمعلومات؛ وعلى إدراك الروابط؛ واستثمار المعلومات للإنتاج…كيلا تبقى المعلومات قابعة في الكيان غير مستفاد منها.
غير الفعال ما كان مبنيا على حفظ الصم؛ أساسه التكرار لأجل التكرار؛ تخزَّن المعلومات أزماناً وتردد كما أخذت أول مرة. فهذا تكرار الجمود وينتج الجمودَ؛ ونحن في غُنْيَة عن هذا النوع لأن الآلات كفتنا كلفة الحفظ؛ وكلامي ليس على عواهنه مرسلاً!
المعلومات رأس مال فيجب استثمارها الاستثمار الحسن المثمر لنتائج طيبة. فلا يعقل إبقاء ما كسبناه وتلقيناه أو أنتجناه أو كان لنا نصيب- قليل أو كثير- في إنتاجه؛ على حالهِ الأولِ؛ بل يستحيل بقاؤه على الحال الأول الذي وجد عليه في الأول؛ إذ الشيء إذا لم يزد نقص.
قانون التداعي
◄ قانون التداعي الداخلي:
أعضاء الجسد يتداعى بعضها لبعض؛ ومنها العقل، فإن من صلاح الجسد صلاح العقل؛ والعكس. أجزاء عقل الإنسان منتشرة في سائر جسده؛ ومن أبشع الغلط التعامل مع العقل بأسلوب استقلالي - النظرة الأحادية الجانب للعقل. وقد قال بعضهم: البطن عقلك الثاني.
◄ قانون التداعي الخارجي:
الجسد يتداعى للمحيط الذي يحيط به؛ فإن من صلاح الجسد صلاح المحيط ومن صلاح العقل/ القلب صلاح الجسد. فالجسد ابن بيئته والعقل ابن الجسد. أفكار الناس وتصوراتهم وسلوكاتهم تكون وفقا للمحيط الذي يحيط بهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق