Translate

الجمعة، 1 يونيو 2012

+ حسن التموقع/ سوء التموقع


بقلم حنافي جواد

حسن التموقع/ سوء التموقع

  
نظرية حسن التموقع؛ أي اجعل نفسك محل الآخر، خذ مكانه، وتصرف وكأنك في محله. عامله كما تريده أن  يعاملك، وخاطبه كما تريده أن يخاطبك، وابتسم في وجهه كما تريد أن يبتسم في وجهك.اجعل نفسك مكانه ولتتصرف.

     هذا على اعتبارك  سويا / كامل الأهلية / متوازنا متزنا، أما إن كنت غير ذلك، فعليك أن تتعلم  كيف يحب الآخرون أن يعاملوا؛ وأقصد بهذا أن من الناس من طبع على طرائق معينة في التعامل فيعامل الناس على نحوها فلا يقبلون تعامله / تصرفه هذا، لأنهم لم يألفوه، أو لأن تصرفه نشاز به جفاء؛ مثلا. إنَّ سوء التموقع هو سبب البلاء والمحن، فلو تموضع الناس في الأماكن المناسبة لزالت كل أسباب الشحناء والبغضاء ... التي تعكر صفاء العلاقات، بل تمزق الأواصر.
                                    
  و ليحصل التموضع الحسن فواجب توافر شروط:

 أن تنزع عنك أنانيتك، وحبك المرضي لذاتك،
 أن تكون ذكيا فطنا؛ لا كبير القفا غبيا أبله،
 أن تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات والمميزات،
أن تلتمس للناس الأعذار، وتأخذ بعين الاعتبار أن الناس بشر والبشر نسبي ويخطئ،
 أن تتروى قبل إصدار الأحكام،
 أن تدرك أن الناس ليسوا وليدي اللحظة، بل مروا بمراحل، وهم الآن يعيشون على النتائج؛ إنهم ضحايا التربية التي تلقوها والأساليب التي تعلموها. انظر إليهم ضحايا.      

كن سويا لتحسن التموضع

    يرى بعضهم أنه قد أخذ موضع صاحبه ويتصور أن تصرفه كان على النحو الذي يريده ويرغبه هو لو كان في موضع مرافقه/ خليله/ زميله... لكن الأمر لن يعدو أن يكون أضغاث أحلام.
   فالتموضع المناسب يحتاج إلى امرئ سوي متزن لا مختل ناشز شاذ؛ فقد تسلك مسلكا أو تقول كلاما أو تفعل فعلا تظن أن غيرك يقبله وينبسط له فيسره، فيكون الأمر غير ذلك، إذ إنك لم تحسن التقدير ظانا أن ما راقك يروق غيرك، وليس ذلك كذلك!
   إنه لمن الأخلاق الفاضلة والسلوكات الجميلة أن تفقه واقع الناس ودأبهم في الحياة وديدنهم، لا للسير مع ضاليهم ومنحرفيهم أو مسايرتهم؛ بل لأجل فقههم، فالأخذ بأيديهم إلى الجدد؛ ومن سلكها أمن العثار.
                   
من بين الأسباب الكبرى للشقاء في العالم

     أرى أنه من بين الأسباب الكبرى للشقاء في العالم عالم الناس والكائنات الحية وغير الحية سوء التموقع. تأمل الحروب والفتن والكوارث البشرية والطبيعية والأخلاقية... تجدها ثمرةً خبيثة لسوء التموقع. فلو تواضعنا في الأمكنة اللائقة بنا لكفينا أنفسنا وغيرنا شراً عظيماً مستطيراً. لكن أسفا كل الأسف فالأنانية فعلت في الناس الأفاعيل، فرقتهم شذر مدر أيادي سدى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق